هارلند دافيد ساندرز ( مؤسس مطاعم كنتاكي)
الإثنين ديسمبر 27, 2010 12:54 am
كان
ميلاده في التاسع من شهر سبتمبر عام 1890 م في بلدة هنريفيل التابعة
لولاية إنديانا الأمريكية، وفارق والده -عامل مناجم الفحم – الحياة وعمره
ست سنوات،
ومع اضطرار والدته حينئذ للخروج للعمل لتعول الأسرة، كان على أكبر إخوته ، ساندرز، أن يهتم بشأن أخيه ذي الثلاث سنوات وأخته الرضيعة،
وكان
عليه أيضاً أن يطهو طعام الأسرة، مهتديًا بنصائح ووصفات أمه . في سن
السابعة كان ساندرز قد أتقن طهي عدة أنواع من الأطباق الشهية، من ضمنها
الدجاج المقلي في الزيت.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ اضطر ساندرز
كذلك للعمل في صباه في عدة وظائف، أولها في مزرعة مقابل دولارين شهريًا،
ثم بعدها بسنتين تزوجت أمه ، ما مكنه من أن يرحل للعمل في مزرعة خارج
بلدته، و بعدما أتم عامه السادس عشر خدم لمدة ستة شهور في الجيش الأمريكي
في كوبا،
ثم تنقل ما بين وظائف عدة ، من ملقم فحم على متن قطار
بخاري، لقائد عبارة نهرية، لبائع بوالص تأمين، ثم درس القانون بالمراسلة
ومارس المحاماة لبعض الوقت، وباع إطارات السيارات، وتولى إدارة محطات
الوقود.
إنه هارلند دافيد ساندرز، الرجل العجوز المشهور، ذو الشيب الأبيض الذي ترمز صورته لأشهر محلات الدجاج المقلي .
لقد كانت رحلة هذا الرجل في الحياة مليئة بالصعاب والشوك.
في
عامه الأربعين كان ساندرز يطهو قطع الدجاج، ثم يبيعها للمارين على محطة
الوقود التي كان يديرها في مدينة كوربين بولاية كنتاكي الأمريكية، وكان
زبائنه يجلسون في غرفة نومه لتناول الطعام .
شيئاً فشيئًا بدأت
شهرته تزيد، وبدأ الناس يأتون إلى المحطة فقط لتناول دجاجه، ما مكنه من
الانتقال للعمل كبير الطهاة في فندق يقع على الجهة الأخرى من محطة الوقود،
ملحق به مطعم اتسع لقرابة 142 شخص.
على مر تسع سنين تالية، تمكن
ساندرز من إتقان فن طهي الدجاج المقلي، وتمكن كذلك من إعداد وصفته السرية
التي تعتمد على خلط 11 نوعًا من التوابل الكفيلة بإعطاء الدجاج الطعم الذي
تجده في مطاعم كنتاكي اليوم.
كانت الأمور تسير على ما يرام، حتى أن
محافظ كنتاكي أنعم على ساندرز (وعمره 45 سنة) بلقب كولونيل تقديرًا له على
إجادته للطهي، لولا عيب واحد - اضطرار الزبائن للانتظار قرابة 30 دقيقة حتى
يحصلوا على وجبتهم التي طلبوها .
كان المنافسون (المطاعم الجنوبية )
يتغلبون على هذا العيب بطهي الدجاج في السمن المركز ما ساعد على نضوج
الدجاج بسرعة، على أن الطعم كان شديد الاختلاف.
احتاج الأمر من
ساندرز أن يتعلم ويختبر ويتقن فن التعامل مع أواني الطهي باستخدام ضغط
الهواء، لكي يحافظ دجاجه على مذاقه الخاص، ولكي ينتهي من طهي الطعام بشكل
سريع، كما أنه أدخل تعديلاته الخاص على طريقة عمل أواني الطبخ بضغط الهواء
في مطبخه!
و ما أن توصل ساندرز لحل معضلة الانتظار وبدأ يخدم زبائنه
بسرعة، حتى تم تحويل الطريق العام ، فلم يعد يمر على البلدة التي بها مطعم
ساندرز، فانصرف عنه الزبائن .
بعدما بار كل شيء، اضطر ساندرز لبيع
كل ما يملكه بالمزاد، وبعد سداد جميع الفواتير، اضطر ساندرز كذلك للتقاعد
ليعيش ويتقوت من أموال التأمين الحكومية، أو ما يعادل 105 دولارات شهريًا .
لقد كان عمره 65 عامًا وقتها!
عندما يبدو أن كل شيء يعاندك ويعمل ضدك، تذكر أن الطائرة تقلع عكس اتجاه الريح، لا معه (هنري فورد).
بعدما وصل أول شيك من أموال التأمين الاجتماعي (الذي يعادل المعاشات
في
بلادنا ) إلى الرجل العجوز، جلس ليفكر ويتدبر، ثم قرر أنه ليس مستعدًا بعد
للجلوس على كرسي هزاز في انتظار معاش الحكومة، ولذا أقنع بعض المستثمرين
باستثمار أموالهم في الدجاج المقلي الشهي، وهكذا كانت النشأة الرسمية لنشاط
دجاج كنتاكي المقلي أو كنتاكي فرايد. تشيكن، في عام 1952
قرر
ساندرز أن يطهو الدجاج، ثم يرتحل بسيارته عبر الولايات من مطعم لآخر،
عارضًا دجاجه على ملاك المطاعم والعاملين فيها، وإذا جاء رد فعل هؤلاء
إيجابياً، كان يتم الاتفاق بينهم على حصول ساندرز على مقابل مادي لكل دجاجة
يبيعها المطعم من دجاجات الكولونيل .
بعد مرور 12 سنة، كان هناك أكثر من 600 مطعم في الولايات المتحدة وكندا يبيعون دجاج كولونيل ساندرز.
في
هذه السنة (عام 1964 )، وبعدما بلغ ساندرز سن 77 ، قرر أن يبيع كل شيء
بمبلغ 2 مليون دولار لمجموعة من المستثمرين (من ضمنهم رجل انتخب بعدها
كمحافظ ولاية كنتاكي من عام 1980 وحتى 1984 )، مع بقائه المتحدث الرسمي
باسم الشركة (مقابل أجر ) وظهوره بزيه الأبيض المعهود ولمدة عقد من الزمان
في دعايات الشركة.
عكف العجوز في خلال هذا الوقت على الانتهاء من كتابه
Life As I Have Known It Has Been Finger Lickin' Good
أو: الحياة التي عرفتها كانت شهية بدرجة تدفعك للعق الأصابع –
كناية عن الجملة الدعائية التي اشتهرت بها دعايات الشركة والذي نشره في عام 1974
تحت
قيادة المستثمرين الجدد، نمت الشركة بسرعة، وتحولت في عام 1966 إلى شركة
مساهمة مدرجة في البورصة، وفي عام 1971 بيعت مرة أخرى بمبلغ 285 مليون
دولار، حتى اشترتها شركة بيبسي في عام 1986 بمبلغ 840 مليون دولار .
في
عام 1991 تحول الاسم الرسمي للشركة من دجاج كنتاكي المقلي إلى الأحرف
الأولى كي اف سي، للابتعاد عن قصر النشاط على الدجاج المقلي، لإتاحة الفرصة
لبيع المزيد من أنواع الطعام .
اليوم يعمل أكثر من 33 ألف موظف في جميع فروع كنتاكي، المنتشرة في أكثر من 100 دولة.
قبل
أن يقضي مرض اللوكيميا (سرطان الدم ) على الكولونيل وسنه 90عامًا، كان
العجوز قد قطع أكثر من 250 ألف ميل ليزور جميع فروع محلات كنتاكي .
و حتى يومنا هذا، تبقى وصفة كولونيل ساندرز أحد أشهر الأسرار التجارية المحافظ عليها.
ميلاده في التاسع من شهر سبتمبر عام 1890 م في بلدة هنريفيل التابعة
لولاية إنديانا الأمريكية، وفارق والده -عامل مناجم الفحم – الحياة وعمره
ست سنوات،
ومع اضطرار والدته حينئذ للخروج للعمل لتعول الأسرة، كان على أكبر إخوته ، ساندرز، أن يهتم بشأن أخيه ذي الثلاث سنوات وأخته الرضيعة،
وكان
عليه أيضاً أن يطهو طعام الأسرة، مهتديًا بنصائح ووصفات أمه . في سن
السابعة كان ساندرز قد أتقن طهي عدة أنواع من الأطباق الشهية، من ضمنها
الدجاج المقلي في الزيت.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ اضطر ساندرز
كذلك للعمل في صباه في عدة وظائف، أولها في مزرعة مقابل دولارين شهريًا،
ثم بعدها بسنتين تزوجت أمه ، ما مكنه من أن يرحل للعمل في مزرعة خارج
بلدته، و بعدما أتم عامه السادس عشر خدم لمدة ستة شهور في الجيش الأمريكي
في كوبا،
ثم تنقل ما بين وظائف عدة ، من ملقم فحم على متن قطار
بخاري، لقائد عبارة نهرية، لبائع بوالص تأمين، ثم درس القانون بالمراسلة
ومارس المحاماة لبعض الوقت، وباع إطارات السيارات، وتولى إدارة محطات
الوقود.
إنه هارلند دافيد ساندرز، الرجل العجوز المشهور، ذو الشيب الأبيض الذي ترمز صورته لأشهر محلات الدجاج المقلي .
لقد كانت رحلة هذا الرجل في الحياة مليئة بالصعاب والشوك.
في
عامه الأربعين كان ساندرز يطهو قطع الدجاج، ثم يبيعها للمارين على محطة
الوقود التي كان يديرها في مدينة كوربين بولاية كنتاكي الأمريكية، وكان
زبائنه يجلسون في غرفة نومه لتناول الطعام .
شيئاً فشيئًا بدأت
شهرته تزيد، وبدأ الناس يأتون إلى المحطة فقط لتناول دجاجه، ما مكنه من
الانتقال للعمل كبير الطهاة في فندق يقع على الجهة الأخرى من محطة الوقود،
ملحق به مطعم اتسع لقرابة 142 شخص.
على مر تسع سنين تالية، تمكن
ساندرز من إتقان فن طهي الدجاج المقلي، وتمكن كذلك من إعداد وصفته السرية
التي تعتمد على خلط 11 نوعًا من التوابل الكفيلة بإعطاء الدجاج الطعم الذي
تجده في مطاعم كنتاكي اليوم.
كانت الأمور تسير على ما يرام، حتى أن
محافظ كنتاكي أنعم على ساندرز (وعمره 45 سنة) بلقب كولونيل تقديرًا له على
إجادته للطهي، لولا عيب واحد - اضطرار الزبائن للانتظار قرابة 30 دقيقة حتى
يحصلوا على وجبتهم التي طلبوها .
كان المنافسون (المطاعم الجنوبية )
يتغلبون على هذا العيب بطهي الدجاج في السمن المركز ما ساعد على نضوج
الدجاج بسرعة، على أن الطعم كان شديد الاختلاف.
احتاج الأمر من
ساندرز أن يتعلم ويختبر ويتقن فن التعامل مع أواني الطهي باستخدام ضغط
الهواء، لكي يحافظ دجاجه على مذاقه الخاص، ولكي ينتهي من طهي الطعام بشكل
سريع، كما أنه أدخل تعديلاته الخاص على طريقة عمل أواني الطبخ بضغط الهواء
في مطبخه!
و ما أن توصل ساندرز لحل معضلة الانتظار وبدأ يخدم زبائنه
بسرعة، حتى تم تحويل الطريق العام ، فلم يعد يمر على البلدة التي بها مطعم
ساندرز، فانصرف عنه الزبائن .
بعدما بار كل شيء، اضطر ساندرز لبيع
كل ما يملكه بالمزاد، وبعد سداد جميع الفواتير، اضطر ساندرز كذلك للتقاعد
ليعيش ويتقوت من أموال التأمين الحكومية، أو ما يعادل 105 دولارات شهريًا .
لقد كان عمره 65 عامًا وقتها!
عندما يبدو أن كل شيء يعاندك ويعمل ضدك، تذكر أن الطائرة تقلع عكس اتجاه الريح، لا معه (هنري فورد).
بعدما وصل أول شيك من أموال التأمين الاجتماعي (الذي يعادل المعاشات
في
بلادنا ) إلى الرجل العجوز، جلس ليفكر ويتدبر، ثم قرر أنه ليس مستعدًا بعد
للجلوس على كرسي هزاز في انتظار معاش الحكومة، ولذا أقنع بعض المستثمرين
باستثمار أموالهم في الدجاج المقلي الشهي، وهكذا كانت النشأة الرسمية لنشاط
دجاج كنتاكي المقلي أو كنتاكي فرايد. تشيكن، في عام 1952
قرر
ساندرز أن يطهو الدجاج، ثم يرتحل بسيارته عبر الولايات من مطعم لآخر،
عارضًا دجاجه على ملاك المطاعم والعاملين فيها، وإذا جاء رد فعل هؤلاء
إيجابياً، كان يتم الاتفاق بينهم على حصول ساندرز على مقابل مادي لكل دجاجة
يبيعها المطعم من دجاجات الكولونيل .
بعد مرور 12 سنة، كان هناك أكثر من 600 مطعم في الولايات المتحدة وكندا يبيعون دجاج كولونيل ساندرز.
في
هذه السنة (عام 1964 )، وبعدما بلغ ساندرز سن 77 ، قرر أن يبيع كل شيء
بمبلغ 2 مليون دولار لمجموعة من المستثمرين (من ضمنهم رجل انتخب بعدها
كمحافظ ولاية كنتاكي من عام 1980 وحتى 1984 )، مع بقائه المتحدث الرسمي
باسم الشركة (مقابل أجر ) وظهوره بزيه الأبيض المعهود ولمدة عقد من الزمان
في دعايات الشركة.
عكف العجوز في خلال هذا الوقت على الانتهاء من كتابه
Life As I Have Known It Has Been Finger Lickin' Good
أو: الحياة التي عرفتها كانت شهية بدرجة تدفعك للعق الأصابع –
كناية عن الجملة الدعائية التي اشتهرت بها دعايات الشركة والذي نشره في عام 1974
تحت
قيادة المستثمرين الجدد، نمت الشركة بسرعة، وتحولت في عام 1966 إلى شركة
مساهمة مدرجة في البورصة، وفي عام 1971 بيعت مرة أخرى بمبلغ 285 مليون
دولار، حتى اشترتها شركة بيبسي في عام 1986 بمبلغ 840 مليون دولار .
في
عام 1991 تحول الاسم الرسمي للشركة من دجاج كنتاكي المقلي إلى الأحرف
الأولى كي اف سي، للابتعاد عن قصر النشاط على الدجاج المقلي، لإتاحة الفرصة
لبيع المزيد من أنواع الطعام .
اليوم يعمل أكثر من 33 ألف موظف في جميع فروع كنتاكي، المنتشرة في أكثر من 100 دولة.
قبل
أن يقضي مرض اللوكيميا (سرطان الدم ) على الكولونيل وسنه 90عامًا، كان
العجوز قد قطع أكثر من 250 ألف ميل ليزور جميع فروع محلات كنتاكي .
و حتى يومنا هذا، تبقى وصفة كولونيل ساندرز أحد أشهر الأسرار التجارية المحافظ عليها.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى